لحقيقة أن "بودلير" الذي نراه في هذه اليوميات هو "بودلير" نفسه الذي نعرف في القصائد والكتابات النقدية، بدأ نديّته المخاتلة، وروحه الجريحة وتمزقه بين قاع الحياة كما كان يراها، موحلة ضيقة باعثة على السأم، وآفاقها الروحية حيث الخلاص والنقاء، مع فارق وحيد أنه
على العكس من معظم كتابنا الآخرين، تعلم محمد شكري لغة الأشياء العارية القاسية، قبل أن يتعلم الكلمات "المعبرة" لذلك تظل حياته اليومية هي الأساس، وتغدو الكتابة بالنسبة له ادماناً جزئياً يرفض أن يجعل منه قناعاً للتجميل أو مطية للارتقاء في السلم الاجتماعية...