لا يخفى على أحد منا أن علم أصول الفقه من أشرف العلوم الشرعية، وإننا كما رأينا من الكتب الأصلية الشهيرة النافعة كتاب روضة المناظر (للموفق ابن قدامة) الذي اختصره النجم الطوفي اختصارا جيدا مفيدا وسماه "البلبل في أصول الفقه" فآثرنا أن نخرجه في ثوبه الجديد محققا، ومخرجا، ومعلقا عليه تعليقا علميا كي تتم الفائدة ويحصل النفع بفضل الله وكرمه
طلع مصنف الكتاب أبو السعادات الشيباني على كتاب رزين بن معاوية السرقسطي الذي جمع فيه بين البخاري ومسلم، والترمذي، وأبي داوود، والنسائي فوجد أنه وضع أحاديث كثيرة، وقارن بينه وبين أصول الكتب الستة التي جمع بينها، فرأى أحاديث كثيرة لم يذكرها، وأحاديث في كتابه لم يجدها في الأصول، فقام بتهذيب كتابه وترتيب أبوابه، وتسهيل مطلبه، وأضاف إليه ما سقط من الأصول، وأتبعه شرح ما في الأحاديث من الغريب والإعراب والمعنى، وغير ذلك مما يزيد إيضاحا وبيانا وأسماه "جامع الأصول في أحاديث الرسول". وهذه طبعة محققة وفي آخرها مجلد خاص في الفهارس العلمية