مجموعة مقالات أهديت للمؤلف أحمد خيري العمري بمناسبة تكريمه في دار الفكر عام 2010، تشيد بإسهاماته الفكرية والأدبية المنشورة في كتبه ومقالاته التي تدور في معظمها حول قضية أساسية وهي كيفية النهوض بالأمة، تنوعت المقالات الأربعة عشر على مواضيع مختلفة تناولت كل واحدة منها موضوع له علاقة بما كتبه العمري، وكذلك توزعت على شخصيات الكتّاب فمنهم من مصر والأردن وسورية والعراق والجزائر، ومعظمهم من الشباب الذي يتطلع إلى يوم يرى فيه أمته بين مصاف الأمم المتقدمة.
وَقَدْ وَقَعَ بَصَرِي في هذه الرِّحْلَةِ على الكَثِيرِ مِنَ المُشَاهَدَاتِ والوَقَائِع، فَكُنْتُ حَرِيصًا على تَسْجِيلِهَا وَتَقْيِيدِهَا في قِسْمِ الرَّسَائِلِ مِنَ الهَاتفِ النَّقّالِ حتّى لا تَغِيبَ عَنْ ذَاكِرَتِي الخَئُون، وكان مِنْ نتيجةِ ذَلِكَ الجُهْدِ هذه اليَوْمِيَّات التي أَطْلَقْتُ عليها اسم: (يَوْمِيّاتُ مُعْتَمِر)
إن ما كتبه الشيخ أبو مسلم نثرا يفوق ما كتبه شعرا إلا أن هذا النثر لم يخلُص كله ولا جله نثرًا فنيًّا أدبيًّا، إذ كان للفقه والعقيدة منه الحظ الوافر، والنصيب الأكبر، ومع ذلك نجد بين جنبات هذا النثر نثًرا أدبيا رفيعًا حريٌّ بالباحثين تناوله ودراسته. تهدف هذه الدراسة إلى تناول الكتابات النثرية للشيخ أبي مسلم البهلاني الرواحي، والتعريف بالمصادر التي حوت كتاباته النثرية وتقسيمها تبعا لموضوعاتها، وتلمس مواطن الأدبية والفنية فيها، وتحليل بعض النصوص التي كتبها لبيان قربها أو بعدها من الجانب الأدبي الإبداعي.