من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزاً نشطاً في استلهام دلالات العقل مقابل النَّقل، والتحرر من أسر رتابة النُّصوص، بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤيا حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعاً، وعلاقتهما بالله”.
بهذه الملامح يُدخلنا الدكتور رشيد الخيون إلى رحاب الاعتزال منحازاً وليس محايداً. يبحث عن العقل، يكون معه أنّى يكون، خاصة حين يكون العقل، وليس غيره، هو “مايحدد العلاقة بين الله والإنسان”. أو ليس متعة للعقل وهو يقرأ رؤيا المعتزلة المتطورة لطبائع الأشياء حين مالوا إلى القول “بعدم تدخل الله بالكون بعد خلقه” .
وبعد هذا…
إن تناول معلم فارق من معالم النشاط الفكري والفلسفي، كالاعتزال مثلاً، بهذه الموسوعية، سيكون بالطبع محط اهتمام ودراسة واقتباس حسب الأعراف والأصول. لكن أن تتعرض “مقدمة” بكاملها “للاستعارة” غير المشروعة – كما حصل لهذا الكتاب مباشرة قبل الطبعة الثالثة- فهو مدعاة للأسف على هذه السرقة الموصوفة.
في كل حال، لا تمتد الأيدي إلا لغالٍ أونفيس
دراسةٌ عُدّت مرجعاً لكثير من البحّاثة والطلّاب، حتى قبل أن تطبع وتنشر على نطاق واسع، بالنظر إلى قيمتِها الأدبية والاجتماعية والفلسفية والسياسية والتاريخية والدينية والتوثيقية، واختصارها لعشرات المراجع والمصادر التي ثمّة بينها ما هو نادر ويصعب بلوغه.
تتميَّز بشموليَّتها، بالنظر إلى أنَّها لامست تفاصيل كل ما يتعلّق بالمرأة الأندلسيَّة، عبر حقبة زمنيّة طويلة، امتدّت امتداد حكم العرب للأندلس، حين تطرّقت إلى:
وضعِها امرأةً حُرّةً وجاريةً، وما يستتبع ذلك من معاملة، وتملُّك وبيع وشراء..
مكانتها في المجتمع التي تترجّح بين الاستعباد والتعبُّد.
ثقافتها وتعليمها.
مجالات عملها: كاتبة ومعلّمة وطبيبة وحتّى فقيهة.
نفوذها في مختلف العهود، وتأثيرها في المجتمع والحياة السياسية والحكّام.
الفنون التي أتقنتها من خطّ وغناء وعزف ورقص.
العادات والتقاليد، والأزياء، والمجالس والمسموح به والمحظور في العلاقات.
يستشرف حجازي في كتابه مستقبل الحكم في مصر والعالم العربي، ويفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة الجدلية، مناقشًا الخلط القائم بين عدة مفاهيم مثل "السلطة والحكم"، "النجومية والقيمة"، "صناعة القرار واتخاذه"، "قانون القوة وقوة القانون" وغيرها من المفاهيم المغلوطة