أبي عبدالله محمد بن أحمد ميارة الفاسي
2011
3.86ر.ع.
متاح للحجز (طلب مسبق)
أبي عبدالله محمد بن أحمد ميارة الفاسي
2011
تعرض لويس لحادث مروع أفقده بصره في عمر الثالثة لكن فقدانه لبصره لم يمنعه من أن يحظى بطفولة سعيدة ولقد أثار العيش في الظلام فضوله حول العالم من حوله بدرجة أكبر لقد كان طفلا ذكيا ودمث الخلق كما أنه كان يتمتع بذاكرة قوية لم يكن يستطيع القراة أو الكتابة لكن في مدرسته الموجودة في القرية الفرنسية الصغيرة التي كان يعيش فيها تمكن من الاستماع والتذكر وكان من بين الطلبة المتفوقينفي سن العاشرة ذهب إلى باريس ليدرس في المدرسة الوحيدة للأطفال المكفوفين في فرنسا وكانت مكتبة المدرسة تحتوي على أربعة عشر كتابا للمكفوفين مطبوعة بحروف منقوشة وبارزة وقرأها المكفوفون باستخدام أصابعهمكان لويس متحمسا لأن يقرأ الكتب بنفسه لكن قراة كتب المكتبة لم تكن أمرا سهلا فلقد كان كل حرف كبيرا جدا لدرجة أنه كان على القارئ أن يتتبعه بعدة أصابع وكان على القارئ أيضا أن يتذكر كل الحروف السابقة لمعرفة كلمة واحدة فكلما كانت الحروف كبيرة زاد حجم الصفحة وكانت الكتب طويلة جدا ووزنها يصل إلى أربعة كيلوجرامات! ولذلك فإن عددا قليلا فقط من الصبية تمكنوا من قراة هذه الكتب و كان لويس واحدا من بينهمثم سمع لويس بشي يسمى الكتابة الليلية فصار متحمسا لها كانت الكتابة الليلية تقوم على نظام من النقاط البارزة بدلا من الحروف المنقوشة لكنه وجد أن الكتابة الليلية كانت تنطوي على مشكلات أيضاوكان الحل هو أن يبتكر نظامه الخاصعمل لويس طيلة ثلاث سنوات على نظام القراة والكتابة الخاص به وفي عمر الخامسة عشر ابتكر ذلك النظاماليوم وبعد حوالي مائتي عام ما زال العالم بأكمله يستخدم النظام نفسه المسمى بنظام برايل وصار المكفوفون ممتنين لـ لويس برايل الفتى المثابر المحب للآخرينوتوجد لوحة من الرخام تكريما لـ لويس برايل في منزل الأسرة ببلدة كوبفراي بفرنسا مكتوب عليهافي هذا المنزلفي يناير من عام ولدلويس برايلمبتكر نظام الكتابة بالنقاط البارزة الذي يستخدمه المكفوفونلقد فتح أبواب المعرفة للعميان