يتضمن مقدمة منهجية ويبحث في الجذور التاريخية للمشروع ويحلل مفاهيم التحرير والعبادة والحرم وأيام الله والسير في الأرض والخير والرزق بغير حساب والنذير المبين والجهاد والاستئناس والعفة في الخصومة والصبر ولسان القوم وسنة الله والخسر الإنساني والتحضر والصراط المستقيم والإصلاح والشورى وموت الأمم والإنفاق في سبيل الله والذمة والولاء والبراء والحكم بما أنزل الله والهبوط الآدمي.
ثمانمئة عام هي مدة الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإلبيرية، أو إسبانيا، أو الاسم الشهير لها الأندلس،ثمانمئة عام عاش المسلمون في الأندلس، وكان لهم من الرُّقِيِّ العلميِّ والعمرانيِّ ما لم يكن لأوروبا جميعها فيتلك العصور، ثمانمئة عام كانت الأندلس منبعَ نورٍ، ومشعلاً حضارياً متميزاً تخرج منه الأبطال الصناديد،والعلماء الجهابذة، والفقهاء، والمُحدِّثون، والأدباء، والقرّاء، والنحويون، والشعراء، والأطباء، والمخترعون الأفذاذ.
هذه أحرف صاغها بناني وترجمها عقلي وبياني ممزوجة بخالص الحب والتفاني لمن لهم في القلب أزكى المعاني. قد تتناثر حروفي هنا وهناك لكنها تجتمع على حب الخير وتتآزر لتنتج ثمرة في شجرة العطاء ، وقد لا ترقى لمستوى من ارتقت همته فوق الثريا. فليس كل من أمسك القلم كاتبا ولا كل من سود الصحائف مؤلفات ولا كل من أبهم تعبيره فيلسوف ولا كل من سرد المسائل عالما ولا كل من تمتم بشفتيه ذاكرا ولا كل من تقشف في معيشته زاهدا
وهي رواية رائعة تسلط الضوء على مرحلة حساسة وملحة من التاريخ الإباضي إن للرواية عبق يأسر اللب ويجذب القلب ويستحوذ على الوجدان فكان من الحكمة استخدام هذا النوع من الأدب لاستثماره في عرض حقائق تأريخية في قالب فني بديع.
"الخواطر: ""النافذة التي أطل منها على الحياة، وأنظر إلى الأبد وما وراء الأبد، هي الماء الذي أشربه، والغذاء الذي أتناوله، والهواء الذي أتنفسه، والدواء الذي أعالج به سقمي، والبلسم الذي أداوي به جراح نفسي فالحمد لله الذي رزقني معبرا لفك شفرة آلامي التي لا يعلمها إلا هو."
وَقَدْ وَقَعَ بَصَرِي في هذه الرِّحْلَةِ على الكَثِيرِ مِنَ المُشَاهَدَاتِ والوَقَائِع، فَكُنْتُ حَرِيصًا على تَسْجِيلِهَا وَتَقْيِيدِهَا في قِسْمِ الرَّسَائِلِ مِنَ الهَاتفِ النَّقّالِ حتّى لا تَغِيبَ عَنْ ذَاكِرَتِي الخَئُون، وكان مِنْ نتيجةِ ذَلِكَ الجُهْدِ هذه اليَوْمِيَّات التي أَطْلَقْتُ عليها اسم: (يَوْمِيّاتُ مُعْتَمِر)