في مسودة عيسى
ستقرؤون عن حياة غريبة بين الحقيقة والريبة،
و المدح والشتيمة والقصص المضحكة والحزينة.
باختصار خليط من الأدبيات الجميلة التي أتمنى ألا تكون تعيسة..
فحافظوا على سريتها الشديدة، وتذكروا أنها مسودة لم تخضع للتلقيح والتدقيق، فهي جريئة..
ولا تنسوا أن تسامحوني على أخطائي الجسيمة.
في هذا الكتاب دروس وعبر، يرى فيها القارئ خطوات مدروسة تتبعها الكاتب، استطاع بها أن يتخطّى مخاوفه من مرض عضال ألمّ به، وأن يُبعدَ عنه أتون الأدوية الفتاكة، التي أدرك المهندس كمال أنها تُعالج مكامن، وتُمرض مكامن أخرى. لذا بإيمانه القويّ بالله سبحانه وتعالى
عرّف الفلاسفة الإنسان بأنه "كائن ناطق" أي عاقل قادر على إدراك العالم من حوله، فلا شك، كذلك، أنه "كائن أسطوري" بمعنى أنه الكائن الوحيد الذي ينسج الخرافات والأساطير ويحولها، عبر الخيال، إلى حكايات يؤمن بها إيماناً جازماً كما لو كانت حقائق واقعة لا ريب فيها.
يقول المؤلف أكتب هذه الكلمات ولم يحسم مصير الثورة في اليمن وسوريا، ولكن القادم أعظم، فلن يبقى بيت في العالم العربي والإسلامي إلا سيدخله هذا التسونامي، بل بتعبير جودت سعيد هو طوفان نوح جديد رد ألفي (كل ألف سنة بتعبير المؤرخ توينبي) من الشرق على الغرب. لذا فإن الثورة السورية سوف تحرق العديد من عواصم العالم، وتشعل فيها الثورة الأخلاقية، وليست مسيرات وول ستريت في نيويورك ومظاهرات ديسمبر في موسكو إلا بشائر انتقال فيروس الثورة إلى قلب المؤسسات الإمبراطورية المتشيخة المتكلسة.
في حومة المعمعات السياسية والفكرية والعقدية والفقهية وو... التي تشهدها الساحة الإسلامية والتي تغدو في أكثر وجوهها مناقضة لمبادئ الإسلام الأساسية: العدالة، حرية الرأي، كرامة الإنسان، وو... يبحث تركي الحمد عن أشياء كثيرة أضاعها المسلمون إذ أن الشريعة الإسلامية تحولت إلى شعارات، سياسية، اجتماعية، عقدية... وهي شعارات كما يراها تركي الحمد نفحية لكل أحد يريد أن يصل إلى مبتغاه بأسرع وقت ممكن، وبأقل جهد، وعندما يصل، لا يرى من حوله من شعاراته سوى اختزال واجتسار الشريعة إلى مجرد عقوبات وأعمال عنف أصبحت هدفاً بذاتها، بل وأصبح التحدث عنها وبها، أي الشريعة، الوسيلة الأنجع للوصول إلى مكانة اجتماعية، وجاه ما كان يمكن الوصول إليه بالجهد الخالص والعمل الدؤوب، وإن كان المتحدث ورافع لوائها أجهل الناس بها، أو أقلهم عملاً بها في الخفاء، أو الاثنين معاً، فهل هذه هي الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل هكذا تطبق الحدود التي ذكرها الله تعالى في كتابه؟ وهل هكذا ينظرون إلى الشريعة وتطبيقها؟!! من هذا المنطلق يحاول تركي الحمد إلقاء الضوء على مكامن الخلل في فهم التشريع الإسلامي ومكامن الزلل في تطبيقه كل حسب منظوره وغايته مذكراً بجوهر الإسلام الذي عند فهمه في إطاره الحضاري يمكن الوصول إلى تحقيق المقولة "الإسلام صالح لكل زمان ومكان". وهدف تركي الحمد من خلال طرحه هذا الوصول إلى مفهوم الإسلام الحضاري الذي هو عبارة عن تلك المبادئ العامة والقيم الشاملة المجردة التي في حدودها تنبع "تعددية" معينة، وكلها إسلامية، مناقضة كل التناقض تلك الشمولية والأحادية وسلطة الرأي الواحد التي تقول "الأحزاب" الإسلامية، كلّ على اختلاف مشربه واختلاف إدراكه واختلاف هدفه. وهو بعد كل هذا يتساءل: أين العرب وأين المسلمون؟ أليست جاهلية تلك التي تضرب فيها البغض رقاب الآخرين؟ هل تتسع قلوبهم لعملية نقد ثقافي جذري فتُخرج من الدين ما ليس منه؟ وهل الفرصة ما تزال... متاحة؟!!. وتركي الحمد لن يستمهله جواب لابتداء عملية نقده الثقافي الجذري ليُخرج من الدين ما ليس منه على هذه الصفحات.
لكل جماعة فكرية أفكار ومبادئ تقوم عليها، وتعتنقها، وترفعها شعاراً وتوجهاً لها. وقد توافق هذه الأفكار والمبادئ توجهات البعض وقد لاتوافق توجهات آخرين؛ ولكن يظل للجميع الحق في اعتناق ما يشاؤون من أفكار، كما يبقى للآخرين الحق في نقد هذه الأفكار أو الرد عليها؛ ولكن أكثر ما يستدعي النقد لأي جماعة هو عدم التزامها بالأفكار التي ترفعها أو المبادئ التي قامت عليها. ومن هذا المنطلق فقد جاء هذا العمل ليظهر لجماعة الإخوان المسلمين كم التناقض الذي وقعوا فيه – ومايزالون – بين ما وضعه مؤسسهم من مبادئ في رسالة التعاليم وما مارسه هو شخصياً، وكذلك ما مارسه الإخوان من بعده على أرض الواقع. وقد حاول الكاتب قدر المستطاع الاستشهاد بالوقائع والأحداث الموثقة والابتعاد عن التهم الباطلة أو غير الثابتة حتى لايتهم بالتشهير أو الانتقام أو رمي الجماعة بالباطل دون سند أو دليل. وقد وضع الكاتب قاعدة التزم بها في هذا العمل قدر المستطاع وهي عدم نقد الأفكار أو المبادئ الواردة في رسالة التعاليم حتى وإن استحقت – من وجهة نظره الشخصية – النقد أو حتى النقض. واكتفي الكاتب بتجنب الحديث عن النصوص التي يختلف معها أو عليها والإشارة فقط في بعض الأحيان أن هذا النص به ما يستحق النقد. وعلى كل من يقرأ أو يطالع هذا العمل إسقاط ما جاء به على نفسه وعلى تياره الفكري وأن يقارن بين ما يقول وما يفعل حتى لا يقع في دائرة من يقولون ما لا يفعلون
يقول الدكتور الخيون: "جاءت هذه الصفحات كخواطر عن مكان، فكرت كثيراً في شد الرحال إليه، لِمَا شغل الذاكرة"؛ "فالجدود الأعلون والأدنون زاروه عبْر الصحراء أو عبر البحر، وتحدثوا عن مشاهداتهم؛ ثم يقول: "زرت العديد من البلدان ولم يخطر لي أن أكتب خواطر تفصيلية"، ونقول: إن من يدخل إلى الكتاب يرى ذلك ويرى غير ذلك، يرى الخواطر التفصيلية خواطر توثيقية. ثم يرى أنه أمام بحاثة نَهِمٍ، يلتهم عقله كل ما تقع عليه عيناه، وتستمع إليه أذناه، وتتلذذ فيه رغبات من لا يدع شاردة ولا واردة، فيها متعة للعقل، إلا وجذبها كصياد رمى شباكه في البحر للسمكات الذهبيات وليس لغيرها. تحتار لهذا النفس الموسوعي لتتساءل، هل لدى هذا الباحث متسعٌ من الوقت لأشياء أخرى؟!...
يتناول الكتاب فترة حكم الإخوان المسلمين لمصر من 30 يونيو (حزيران) 2012 إلى 30 يونيو (حزيران) 2013, بدأ بتقييم محاولة تطبيق نظريات التمكين وأثرها في المجتمع والدولة, كما احتوى على تقييم للأداء الاقتصادي والمؤسسات الإعلامية وعناصر السياسة الخارجية, وناقش دور الإعلام الجديد وتأثيره في الأحداث, واستعرض آلية تعامل الإخوان مع الجماعات الإسلامية الأخرى.
هممت بالخروج من المشغل ولكن ثمة أمر أوقفني!.. بدأت أتنقل بنظري في أرجاء المشغل منذهلة بالذي يجري! حركة سريعة وعاجلة من الخياطات السبعة حتى شكلوا دائرة محيطة بي! دائرة تتمحور حولي وأنا مركزها! لم يكن من الصعب أن يفهم الرائي لهذا المشهد بأنهن يحاولن منعي من الخروج ولكني لم أنبس ببنت شفة خوفا من تصاعد الموقف وحاولت أن أتمسك بالهدوء والثبات مع الترديد باستسلام شديد "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.