اسم الكاتب: راهيم حَسَّاوي
عدد الصفحات: 176
سنة النشر: 2017
رقم ردمك 9786144389409
3.08ر.ع.
منذ خمسة عشر عامًا مات والده. قتل نفسه برصاصة مسدس كان قد اشتراه ذات يوم للدفاع به عن نفسه وليس لقتل نفسه. اخترقت الرصاصة صدغه ليفارق الحياة التي أدهشته بكلّ ما فيها من دهشة وأدهشها بتلك الرصاصة بكلّ ما فيها من مباغتة غير متوقعة لأيّ أحد ما عدا أخته سعاد.
متاح للحجز (طلب مسبق)
اسم الكاتب: راهيم حَسَّاوي
عدد الصفحات: 176
سنة النشر: 2017
رقم ردمك 9786144389409
اعتقدتُ أنّ الحبّ سيصنع لي أجنحةً أستطيع الوصولَ بها إلى أحلامي لكنّي وجدتُ نفسي أسقطُ من علوّ الأمنيات لأرتطمَ بنفسي وأختبئ داخلي كلاجئةٍ لا مكانَ لها ولا وطن.. جعلَ مني أنثى مبعثرةً تجرّ عارَ أحلامِها وقصاصات أجنحتها على أرصفة خشنة ذات أنياب تأكلُ قلبي الواهن بنهم، وكأنه وجبة لذيذة!
هكذا جعلني الحبّ.. أنثى دون جهات، فكلّ ذكرى حولي هي خطيئةٌ اقترفتُها في حقّ نفسي!
حضر مجنون إلى مجلس إمام المسجد وكان عنده ضيوف , فأحضر الإمام تمراً, وطلب من المجنون أن يقسمه بين الحضور , فقال المجنون لإمام المسجد : أأقسمه كقسمةِ الناسِ أم كقسمةِ الله ؟!
فقال له الإمام : اقسمه كقسمةِ الناسِ.
فأخذ المجنون طبق التمر, وأعطى كل واحدٍ من الحضور ثلاث تمرات, ووضع بقية الطبق أمام الإمام.
عندها قال الإمام: أقسمه كقسمة الله !
فجمع المجنون التمر , وأعطى الأول تمرة, والثاني حفنة , والثالث لا شيء , والرابع ملأ حجره !
فضحك الحاضرون طويلاً ..
لقد أراد المجنون أن يقول لهم إن لله حكمة في كل شيء , وإن أجمل ما في الحياة التفاوت , لو أُعطي الناس كلهم المال لم يعد له قيمة ...
ولو أُعطي كلهم الصحة ما كان للصحة قيمة..
ولو أعطي كلهم العلم ما كان للعلم قيمة.. سرّ الحياة أن يُكمل الناس بعضهم , وأن لله حكمة لا ندركها بعقلنا القاصر , فحين يعطي الله المال له حكمة , وحين يمسكه له حكمة , وأنه ليس علينا أن نشتكي الله كما نشتكي موزع التمر إذا حرمنا !! لأن الله سبحانه وتعالى إذا أعطانا فقد أعطانا ما هو له , وإذا حرمنا فقد حرمنا مما ليس لنا أساساً !
ولو نظرنا إلى الحياة لوجدناها غير متساوية , لهذا نعتقد أن فيها إجحافاً, ولكن هنالك مبدأ أسمى من المساواة , هو العدل , والله عادل , لهذا وزع بالعدل لا بالمساواة , لأن المساواة تحمل في طياتها إجحافاً أحياناً, ومن أُعطي المال نحن لا نعرف ما الذي أُخذ منه في المقابل , ولنكن على يقين أن الله لو كشف لنا حُجب الغيب ما اخترنا لأنفسنا إلا ما اختاره سبحانه لنا , ولكننا ننظر إلى الدنيا كأنها كل شيء , وأنها المحطة الأخيرة لنيل النصيب والرزق , هناك آخرة , ستأتي لامحالة , وسنرى كيف تتحقق العدالة المطلقة , وأن العطاء الحقيقي هناك , والحرمان الحقيقي هناك.
المال لم يكن يوماً معياراً لحب الله للعبد, فقد أعطى المال والملك لمن أبغضهم وأحبهم , ولكنه لم يعطِ الهداية إلا لمن أحبّ, ولو كان المال دليلاً على محبة الله للناس لما ملك النمرود الأرض من مشارقها إلى مغاربها , ولما مضت الأشهر ولا يوقد في بيت النبيّ نار لطعام !!
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.