لمّا كان التّصوّفُ هو المعرفةُ المتساميةُ التي تتجاوز بصاحبها الإدراك الحسّي مروراً بمرتبة الإدراك العقلي وصولاً إلى المكاشفة اليقينية إلى مقاماللاحال؛
كان الحبُّ أيضاً يتدرّجُ صعوداً من الجمال الجزئي إلى الجمال الكلّي الذي تشارك فيه كلُّ الأمثلة الجزئية، بذلك تصيرُ المحبّة سرُّ الأسراروقُدسُ الأقداس؛
حيث يتكامل الوجودُ المملوء حُبًّا، فالوردةُ التي تزدان اخضراراً ونمواً بفعل ما يُستقذرُ من روَثِ الحيوان؛ تفوح بعطرها الذي ينعشُالأطيار المغرّدة،
فتملأ الأثيرَ غناءً عذباً يصير جزءً من ترنيمةِ الحياة..!
الأطفال معلمون صغار ساقتهم سُنّة هذا الوجود إلى عالمنا لنظن أنهم بنا يعيشون وعلى دمائنا ينمون ويتكاملون، والحقيقة أننا بهم نعيش وعليهم ننمو ونتكامل، هم يعطون أكثر مما يأخذون، فأحلامهم ليست أوهاماً ولا تخيلاتهم تصورات..
إننا هنا بصدد صناعة جيل، فصناعة الأجيال مثلها مثل أي صناعة بشرية، فهناك الكثير والكثير من دول العالم والتي تربعت على الصفوف الأولى عالمياً والتي دأبت على حصد ثمارها نتيجةً لتلك الدراسات العميقة، العلمية والعملية، ذات المقومات والأسس الصلبة، والمبنية بتأنٍّ شديد، كتب عنها السابقون الأولون، والباحثون المعاصرون.
ولكي نصنع الجيل يجب أن نشخص نوعيات الأفراد وطبائعهم وأخلاقياتهم، ونلخصها في صفات الأطفال الصغار، فمنهم الطيب ومنهم العدواني ومنهم الخجول ومنهم المتمرد وغير ذلك، فتصرفات الأطفال وأنماطها كثيرة.
كم تمنيت أن ألعب معكِ أمي.. كم تمنيت أن تحضنيني بعمق كم تمنيت أن تحكي لي الكثير من القصص قبل النوم…. كثيرًا ما يخطأ الوالدين في حق أطفالهم و يتخذون قرارات لتربية أطفالهم تبدو لهم صحيحة لكنهم لا يدركون حقًا تبعية هذه القرارات مثلما فعل والد ووالدة “نادر” اللذان استقبلا وليدهما بفرحة عارمة و اتخذا قرار أن يكرسا حياتهما لتربيته أفضل تربية لكن ما الخطأ في هذا القرار يا ترى؟!!
في بعض الأحيان تكون أهم الأشيا في الحياة هي الأصعب في الحديث عنها سوا كانت مفاتيح السيارة أو مفاتيح الحياة يساعد هذا الكتاب الآبا والمراهقين على التحدث في المسائل الصعبة الأكثر أهمية مثل اختيار الأصدقا الصالحين الأعمال المنزلية والقيام بدورك أن تكون أفضل نسخة من نفسك اختيار سلوكك تقدير الايمان والوطنيةالصدق الشعور بالسعادة من الحياة وليس من المخدرات الخيارات المواعدة والتعارف ذاكر لتأمين مستقبلك كسب المال والحفاظ عليه وقد ساعد هذا الكتاب الآلاف من الآبا والمراهقين في تعلم خارطة الطريق لمرحلة البلوغ والتي اجتازت اختبار الزمن مرتكزا الى القيم ومليئا بالحكمة البسيطة