اسم الكاتب: نصر سامي
عدد الصفحات: 168
سنة النشر: 2015
رقم ردمك: 9789957743895
4.62ر.ع.
يشكّل المرجع سلطة قاهرة وهي تطوّع الجسد وتمارس عليه سلطتها بغية مراقبته وإخضاعه. فتحوّله إلى ساحة صراع وتوهمه بأنّه حرّ لكنّها في العمق تسلبه حرّيته وتجعله مطيعا ونافعا. لكنّ الجسد في شعر محمود درويش لا يبدو مستلبا ولا مطيعا بل طرفا في صراع دام. ليس يعنينا كثيرا مآل الصّراع لكنّ الذّي يعنينا هو طرفا الصّراع. اوّلا المؤسّسة (الدّين، الدّولة، التّراث، الأخلاق، اللّغة) ومن ورائها بنى الفكر التّقليدي وثانيا الجسد الواعي بقدرته على التحرّر. ينتهي الجسد غالبا ضحيّة متوتّرة مقهورة مقموعة عاجزة منحرفة قلقة متوجّسة تعاني من كلّ مظاهر العنف والإقصاء والإخصاء والنّفي والسّجن والتّعذيب والإبعاد والألم والإلغاء والمحو والتّهديد بمحو الهوية والخصوصيّة والجوهر والوجود نفسه. لكن ذلك لا يخفي جسدا آخر هو الجسد الرّافض الثّائر الحرّ المحرّر الخارج المقاوم الذّي يشهر في وجه العدم ضوءه العميق وأحلامه. وتغدو السّلطة بكلّ أشكالها وبكلّ ما يحرّكها ويتحكّم فيها من بنى المقدّس “أرضا” قابلة “للتّدنيس الشّعري”. وهنا يتّخذ الجسد داخل مجالات الممنوع مكانة هامة بوصفه هادما ورافضا وحرّا.
متاح للحجز (طلب مسبق)
اسم الكاتب: نصر سامي
عدد الصفحات: 168
سنة النشر: 2015
رقم ردمك: 9789957743895
وكنا إذا جاءَ الليلُ.. نقولُ كلاماً كثيراً عن عينيكـِ؛ وعن صوتكـِ كلاماً أكثر؛ كلاماً يحسبهُ الظمآنُ ماءً؛ رغم أني ارتويتُ كـ ما يرتوي وادٍ من غيمةٍ واحدة..!.
وكنتُ أمسكُ يدَيكـِ.. أملي الصغير؛ وطني؛ هويّة قلبي؛ وأشياءَ لا يعلمها إلا الله؛ كنتُ أمسكُ يدَيكـِ كـ ما يُمسكُ الشرطيّ يتيماً يسرقُ الحلوى.. بـ براءةٍ يظنّ أنّ العالم ملكه؛ وبـ بساطةٍ أثقُ أنّ يدكـِ لي؛ فـ إنْ أمسكتُها فـ قد حِيزَت لي الدنيا؛ وإن اشتقتُ إليها.. يصيرُ قلبي عيناً حمئة؛ وإن فقدتُها.. فـ إنّ لي عندَ اللهِ ما لا يضيع..!.
وكنتُ أعرفُ اسمي جيداً.. صوُتكـِ؛ إذ صوتكـِ ما يُجبرُ القلبَ على الالتفات؛ صوتكـِ الساحرُ كـ ليلٍ باردٍ في باريس؛ والرائع كـ وردةٍ تسألُ عطراً "دوني ماذا تكون"..؟ والهادئ كـ نجمةٍ لا تغيّر مكانها؛ والواثق كـ غروبِ شمسٍ خلفَ أصبعٍ طفلٍ يلعبُ مع السماء؛ صوتكـِ منازل قدّرها الله؛ يا قمراً يركضُ في دمي.. هارباً أو ضاحكاً؛ أو نازلاً كـ الأميراتِ على وجه بحيرة؛ يا امرأةً تجمعُ بين ماهيّتها كـ فتاةٍ وبين حقيقتها كـ جنة؛ لـ تصير أعظم من القتل كـ "فتنة"..!.
هذا يومٌ لا أتمنى في بدايتهِ شيئاً.. حتى أنتِ؛ إذ أنتِ لي؛ وأنا بين يديكـِ كـ ما تكون الرسالةُ بين يدي عاشقٍ يكتبُها.. إذا وضع حرفاً سـ يقبّله؛ وإذا رسم قلباً يضعُ اسمكـِ فيه؛ وإذا ترك فراغاً لـ تُكمليه.. كـ أنّما وضع حياتهُ كلّها كي تكملي بقيّتها..!.
أحبكـِ.. أنا أحبكـِ؛ واللهِ أحبكـِ؛ ولي في عينيكـِ ما لـ من خاف مقام ربّه.. جنّتان؛ ولي فيهما ما يفصلُ بين حياتي دونكـِ ومعكـِ.. فـ لا تبغيان؛ ولي فيهما أعنابٌ وريحان؛ ولي فيهما وعدٌ لا أخلفه؛ ولي منهما نسيان..!
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.