كتاب مهم في علم الحديث يعود اصله الى كتاب مصابيح السنة للامام البغوي الذي صنفه مجردا عن الاسانيد من غير راوي الحديث، وقد قسمه قسمين مصطلحا لنفسه اصطلاحا لم يقم به غيره من علماء الحديث حيث قسمه الى صحاح وحسان. وبسبب شهرة هذا الكتاب وأهمية مؤلفه فقد تقبله الناس وأقبل عليه العلماء فألفوا حوله المختصرات ويمتاز الكتاب بالخلو من الاخطاء وحسن التخريج للأحاديث وحسن الاخراج الفني بالاضافة الى ترقيم الاحاديث؛ مما يسهل تناول الكتاب على كل قارئ
إن الإمام البخاري قد ضمن صحيحه كتابا للأدب وهو الكتاب الثامن والسبعون من صحيحه لكنه لم يكتف بذلك حتى أفرد للأدب كتابا مستقلا سماه : " الأدب المفرد " لأنه قد جعله مقصورا على موضوع الأدب دون غيره فجاء فريدا في نوعه، جامعا للآداب الإسلامية، فهو بحق موسوعة إسلامية في الآداب، جدير بكل مسلم أن يقتنيها لينتفع بما تحويه من كنوز نبوية شريفة وهذه طبعة مخرجة الأحاديث وعليها حواشي مهمة
اهتم العلماء بجمع الأحاديث الموضوعة للتحذير من روايتها بعيدا عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حرام حتى من غير قصد، إذ الواجب قبل نسبة الحديث إليه صلى الله عليه وسلم التوثق والتأكد ومن أهم هذه الكتب كتاب ابن الجوزي، جمع فيه الأحاديث تحت أبواب بحسب موضوعاتها ذاكرا سبب كونها موضوعا ومن حكم عليه بالوضع غيره . وقدم للكتاب بمقدمات تتعلق بهذا الموضوع إلا أن ابن الجوزي لم يصب في الحكم بالوضع على بعض هذه الأحاديث، حيث خالفه العلماء في رأيه، ولكن لا ينقص ذلك من قدره رحمه الله وعلى الكتاب بعض التعليقات التي تذكر الكتب الخاصة بالموضوعات التي أوردت الحديث أيضا
قال الطحاوي: " سألني بعض أصحابنا من أهل العلم أن أضع له كتابا أذكر فيه الآثار المأثورةعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإسلام أن بعضها ينقض بعضها ينقض بعضا لقلة علمهم بناسخها من منسوخها وما يجب به العمل منها ... وتأويل العلماء واحتجاج بعضهم على بعض، وإقامة الحجة لمن صح عندي قوله ... " وهذا الكتاب في أحاديث الأحكام مرتبا على الأبواب الفقهية وفيه جمع بين مختلف الحديث بما ينمي عند طالب العلم الملكة الفقهية
لقد قام الإمام الحافظ زين الدين الزبيدي باختصار صحيح البخاري حيث قام بحذف الأسانيد وما تكرر من الأحاديث وسماه التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح فقام الشيخ عبد الله الشرقاوي بشرح هذا المختصر حيث حرر ألفاظه وضبطها وبين وجوه الإعراب وشرح الكلمات واستخرج الأحكام الواردة فيها وأورد آراء الفقهاء . فجاء شرحه هذا ميسرا ومتوسطا بين التطويل والإيجاز . وأسماه فتح المبدي وقد وضعنا مختصر الزبيدي في أعلى الصفحات وفتح المبدي في أسفلها
إن أصح كتب الحديث ستة : البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والترمذي وكتابنا هذا سنن النسائي، فهو إذا من أهم الكتب التي جمعت الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اعتمد فيه مصنفه على طريقة الكتب والأبواب، وكتاب السنن الكبرى للنسائي مجمله صحيح وبعضه معلول إلا أن كتابه هذا لم يجمع فيه مصنفه إلا الصحيح، وقد أضفنا إلى هذا الكتاب في هذه الطبعة شرح الحافظ جلال الدين السيوطي على سنن النسائي، وحاشية نور الدين بن عبد الهادي السندي على سنن النسائي وهذه طبعة مضبوطة ومرقمة الكتب والأبواب والأحاديث
إن أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى هو صحيح الإمام البخاري حيث التزم في نقل أحاديثه التي أوردها فيه أعلى درجات الصحة واشترط لنقلها شروطا خاصة التزم بها وتلقته الأمة بالقبول . وقد اعتمد فيه طريقة الكتب والأبواب وقد أتى على مختلف الكتب الفقهية إضافة إلى غيرها من الكتب كالتفسير والعلم والإيمان وغيرها
كتاب في علم الحديث الشريف استدرك فيه مصنفه الحاكم النيسابوري ما فات البخاري ومسلم من الأحاديث التي كانت على شرطيهما ووجدت فيها درجة الصحة المطلوبة عندهم وهو قصد أن يستدرك على هذا النهج إلا أنه لم يوافقه المحدثون والحفاظ على كثير منها وقد أضفنا إلى الكتاب تضمينات الذهبي في التلخيص والميزان والعراقي في أماليه والمناوي في فيض القدير وغيرهم من العلماء الأجلاء وهذه أول طبعة مرقمة الأحاديث ومقابلة على عدة مخطوطات، وهي محققة وعليها دراسات مهمة