إنّ اللّغة ممّا ينتجه البشر من وسائل "لتحويل محيطهم إلى محيط إنساني أي محيط ذي دلالة"، لتكون في النّهاية أداة لإنشاء الكون.، ولذلك عملنا على استدعاء أحد المناويل التّداوليّة اليوم للإجابة عن السؤال "كيف ننجز بالأقوال أعمالا؟"، ذاك الّذي اعتبر الأهمّ عند من يهتمّون بدراسة المعاني في المقامات المعيّنة، ويحتكمون إلى تصوّر يقول إنّ خلف كلّ عمليّة تلفّظ مهما زعمت من البراءة وحسن الظّن «نيّة مبيّتة» لا تعدو أن تكون وجها لتلك المقاصد والأغراض أو هي بالاصطلاح الحديث «القوى المقصودة بالقول» Les forces illocutoires المنجزة للأعمال اللّغويّة Les actes de langage، هذه الأعمال الّتي نمثّل لها في هذا المؤلَف بما رأيناه الأكثر تعبيرا عن العمل بالقول، و من ثمّ الإنشاء باللّغة، أي الأوامر والنّواهي الّتي "بها تكون البدايات والنّهايات"، و بها يصحّ العمل قولا بمجرّد إنشاء الأمر في اللّغة، أو بإنشاء النّهي عمّا هو حاصل بالفعل أو بالقوّة. تتوزّع الإجابة مشاغل لطيفة تشتغل على الطّلب أمرا ونهيا في شكل من أشكال الاسترسال يجمعها في مقاربة نحويّة تداوليّة تبين عن ضوابط الإنشاء بالقول وخصائص الأعمال اللّغويّة إنشاء وتأويلا بناء على جملة من التّصوّرات خلال المناويل الحديثة والمعاصرة الّتي اكتسحت العلوم اللّغويّة بقوّة شأن التّداوليّة و نظريّات فلسفة اللّغة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.