يبحث هذا الكتاب بأقسامه الثلاثة (الفيزيائي الفلكي، والفيزيائي الكيميائي، والبيولوجي) في نشوء المادة بحدث الانفجار الأعظم، وولادة القوى الطبيعية الأربع، التي أخذت تؤثر في المادة الوليدة ، مسببة تطورها. لقد شكلن هذه المادة - كما نعرفها - الكون الذي يؤوينا (الكون القابل للرصد)، الذي يتألف من عشرة مليارات مجرة كمجرتنا درب التبانة، تحوي كل واحدة منها سبعة آلاف مليار، ويمثل هذا الكون 5% فقط مما نجم عن الانفجار الأعظم، أما البقية (أي 95%) فتتألف من مادة سوداء وطاقة معتمة باردة، غير قابلتين للرصد. لقد خضعت مادة كوننا تدريجياً، ومنذ نشوئها، إلى فعل القوى الطبيعية الأربع، الخالدة في المكان والمزن (إرادة الله)، فسببت تطورها باتجاه محدد: من الابسط إلى الأعقد من حيث البنية، ومن الأاقل أداءً وكفاية إلى الأشد تأثيراً وفاعلية من حيث الوظيفة. فجاء التطور موجهاً ، لا مكان للمصادفة أو العشوائية فيه، تطور أدّى إلى نشوء حياة ذكية ، توجت بظهور ال،سان ، خليفة الله في الأرض، فالكون أو الوجود، لا معنى لهما لولا وجود الأإنسان على سطح الأرض. إن لاتطور الفيزيائي الفلكي، والتطور الفيزيائي الكيميائي ، والتطور البيولوجي، الذي يعالج عبر فصول الكتاب التسعة ، وهو تطور موجه نحو هدف محدد، تم بفعل القوى الطبيعية الأربع من جهة ، وبتأثير القوى التكافئية واللاتكافئية من جهة أخرى. إن المؤلف ، وعبر مادة فصول هذا الكتاب ، يقدم نظرية جديدة، أطلق عليها اسم نظرية التطور الموجه بفعل القوى الطبيعية، تفسر تفسيراً أنيقاً تطور المادة اللاحية -منذ حدوث الانفجار الأعظم - وتطور المادة الحية حتى نشوء الحياة الذكية وظهور الإنسان، كتطور موجه لا تصادفي، تقوده القوى الطبيعية، وحيث يتم التنافس (أساس الانتقاء الطبيعي ومحرك التطور ، ومولد التنوع في العالمين اللاحي والحي) على مستى الذرات (إن لم يكن الجسيمات الأولية) والجزيئات ذات الأداء الأقل والكفاية الأدنى. فتتطور المادتان اللاحية والحية من الأبسط إلى الأعقد من من حيث البنية، ومن الفعالية الأقل إلى قوة التأثير الأشد من الوظيفة .