كان خوف ليف من الثورات قد تحول الى نوع من الهيستيريا، وكانت تلك المخاوف ترجع الى تلك المشاهد التي رآها في باكو قبل هروبهم منها. ولكن الامر كان يتحول الى هيستيريا ايضا عند محاولة فهم وادراك ما كان يحدث في تلك الاعوام - الاعصاب العارية للمعنويات والتي بدونها يدع الناس العاديون الاشارات المنذرة بالسوء تمر دون توقف عندها كما لو كانت انباء اسبوع سيء آخر. كانت ثورة عنيفة قد اندلعت في ألمانيا على مدى ما يزيد عن عامين، وظلت بشكل ما غامضة من وجهات النظر العالمية بسبب دوامات من التغيرات التي تحدث في جميع انحاء العالم : انتصار النموذج السوڤياتي وفرار الروس البيض؛ انهيار الامبراطورية العثمانية وما خلفه من حرب اهلية في تركيا؛ معاهدة فيرساي، انهيار امبراطورية آل هابزبورغ النمساوية-المجرية وما تمخض عنه من ظهور عشرات الدول الجديدة والتحالفات في انحاء اوروبا؛ وباء الانفلونزا الذي يحصد عشرات آلاف الارواح كل اسبوع في جميع انحاء اوروبا، وآسيا، واميركا. كل تلك الاحداث الجسيمة كانت تستحوذ على انتباه العالم بعيداً عن الثورة الألمانية.