منذ أصدر «تشارلز داروين» كتابه الأشهر «في أصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي» عام 1859 وحتى اليوم، لم يهدأ الجدل الدائر حول النظرية والكتاب، وفي الوقت نفسه لم يتوقف تأثيرهما علينا، وربما يكون أكبر دليل على هذا التأثير - بجانب صدور طبعات جديدة متتالية للكتاب - صدور كتب جديدة سنويًّا تناقش أفكار «داروين».
تحتوي هذه الطبعة المختصرة من الكتاب على الفصول الأهم التي تشرح آلية «الانتخاب الطبيعي»، وهي ما يراها «داروين» المحرك الأساسي للتطور. كما تتضمن فصلًا للمترجم والعلَّامة إسماعيل مظهريتناول فيه جذور نظرية التطور عند العرب.
يتحدث عن الحضارة العربية الإسلامية وأثرها في أوربة، من حيث الأثر الفكري والطرق التي تسربت عبرها الحضارة العربية الإسلامية إلى أوربة ، والإسهامات المتعددة في العلوم التطبيقية والرياضيات والطب وغيرها.
ذا الكتاب هو تجربة ومحاولة جديدة لرسم المنعطفات التاريخية الحرجة، التي مرّت على مجتمع مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم. كتبتُها على شكل حلقات، منها ماهو تاريخي قديم، وماهو ذكرياتنا الجميلة التي مررنا بها منذ السبعينات الهجرية/الخمسينات الميلادية من القرن المنصرم حتى الآن، والهدف توفيرها لأي باحث يحاول دراسة هذا المجتمع القصيمي الذي يعيش في قلب الصحراء.
لقد ظلَّت الأساطير والآراء المسبقة بمختلف صورها تخفي عن العالم لزمن طويل التاريخ الحقيقي لافريقيا. فقد اعتبرت المجتمعات الافريقية مجتمعات لا يمكن أن يكون لها تاريخ. وعلى الرغم من البحوث الهامة التي اضطلع بها منذ العقود الأولى من هذا القرن رواد مثل ليو فروبينيوس، وموريس ديلافوس، وأرتورو لابريولا. فان عدداً كبيراً من الأخصائيين غير الافريقيين المتشبثين بمسلمات معيّنة قد ظلّوا ينحازون إلى القول بأن هذه المجتمعات لا يمكن أن تكون موضوعاً للدراسة العلمية. مستندين في قولهم هذا بصفة خاصة إلى نقص المصادر والوثائق المكتوبة. وقد كان ذلك في الواقع رفضاً للاعتراف بأن الافريقي مبدع لثقافات أصيلة ازدهرت واستمرت تسلك عبر القرون مسالك خاصة بها. لا يستطيع المؤرخ أن يدركها الا اذا تخلى عن بعض آرائه المسبقة، وإلا اذا جدّد منهجه.
وقد تطوّر الوضع كثيراً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد أن أخذت البلاد الافريقية. وقد نالت استقلالها. تشارك مشاركة فعّالة في حياة المجتمع الدولي وفي العلاقات المتبادلة التي هي أساس حياة هذا المجتمع. فتزايد حرص المؤرخين على دراسة افريقيا بمزيد من الدقة والموضوعية والتفتح الذهني. وأخذوا يستعينون بالمصادر الافريقية ذاتها.
ومن هنا كانت أهمية "تاريخ افريقيا العام"، الذي تبدأ اليونسكو اصداره في ثمانية مجلدات.
ولقد راعى الأخصائيون الذين جاءوا من بلاد عديدة وساهموا في المؤلف أن يرسوا أولاً أسسه النظرية والمنهجية. ومن ثم حرصوا على أن يعيدوا النظر في التبسيطات المخلة التي نتجت عن تصوّر خطي ضيق للتاريخ العالمي. وعلى أن يبرزوا من جديد حقيقة الأحداث التي وقعت كلما كان ذلك ضرورياً وممكناً. وجدّوا في استخلاص المعطيات التاريخية التي تيسر تقصي تطوّر مختلف الشعوب الافريقية بما لها من خصوصية اجتماعية ثقافية.
ان هذا التاريخ العام يلقي الضوء في الوقت نفسه على وحدة تاريخ افريقيا وعلى علاقاتها بالقارات الأخرى – وخاصة الأميركيين ومنطقة الكاربي. فلقد دأب بعض المؤرخين لفترة طويلة على عزل مظاهر التعبير الابداعي لدى أحفاد الافريقيين في الأميركتين وتصنيفها تحت عبارة جامعة غريبة باسم الخصائص الافريقية. أو "الافريقيات". وغني عن الذكر أن مؤلّفي الكتاب الذي نحن بصدده لا يعتنقون هذه النظرة. فلقد رأوا الرأي الصائب في مقاومة الرقيق الذين رحلوا إلى أميركا. وفي ظاهرة "التهجين" السياسي والثقافي، وفي اشتراك أحفاد الافريقيين دوماً وعلى نطاق ضخم في كفاح حركة الاستقلال الأميركي الأولى وفي حركات التحرير الوطنية. وأدركوا هذه الأمور على حقيقتها باعتبارها محاولات قوية لتأكيد الذاتية أسهمت في صياغة المفهوم الشامل للانسانية.
كما يبرز هذا المؤلف على نحو واضح ما لافريقيا من علاقات بجنوب آسيا عبر المحيط الهندي. وما قدّمته من مساهمات افريقية لغيرها من الحضارات عن طريق العلاقات المتبادلة.
ان لهذا الكتاب مزية كبرى، هي أنه يطلعنا على آخر تطورات معارفنا عن افريقيا ويعرض الثقافات الافريقية من وجهات نظر شتى. ويقدم رؤيا جديدة للتاريخ، فيبرز لنا بذلك مناطق النور والظل دون أن يخفي اختلاف الآراء بين العلماء.
من بين مخلفات التاريخ يبرز الاعتزال، بمقالات شيوخه، محفزاً نشطاً في استلهام دلالات العقل مقابل النَّقل، والتحرر من أسر رتابة النُّصوص، بسبب أن هذا الفكر يمتلك رؤيا حيوية حيال معرفة الوجود، طبيعة ومجتمعاً، وعلاقتهما بالله”.
بهذه الملامح يُدخلنا الدكتور رشيد الخيون إلى رحاب الاعتزال منحازاً وليس محايداً. يبحث عن العقل، يكون معه أنّى يكون، خاصة حين يكون العقل، وليس غيره، هو “مايحدد العلاقة بين الله والإنسان”. أو ليس متعة للعقل وهو يقرأ رؤيا المعتزلة المتطورة لطبائع الأشياء حين مالوا إلى القول “بعدم تدخل الله بالكون بعد خلقه” .
وبعد هذا…
إن تناول معلم فارق من معالم النشاط الفكري والفلسفي، كالاعتزال مثلاً، بهذه الموسوعية، سيكون بالطبع محط اهتمام ودراسة واقتباس حسب الأعراف والأصول. لكن أن تتعرض “مقدمة” بكاملها “للاستعارة” غير المشروعة – كما حصل لهذا الكتاب مباشرة قبل الطبعة الثالثة- فهو مدعاة للأسف على هذه السرقة الموصوفة.
في كل حال، لا تمتد الأيدي إلا لغالٍ أونفيس