في بداية النصف الثاني من القرن السابع عشر، في هارلم، بهولندا، قرّر اتحاد مزارعي الزنبق منح جائزة مئتي ألف ليرة ذهبيّة لمن يُنتج أوّل زنبقة سوداء، وكانت المنافسة على أشُدّها بين فان بيرل وجاره الحسود بوكستل لنيل الجائزة. في ذلك الوقت، ثار الشعب على حاكم البلاد دي ريت، متّهمًا إيّاه بالتواطؤ مع الفرنسيّين ضدّ بلاده، وكانت لديه مراسلات مهمّة معهم، سلّمها لجاره فان بيرل، وطلب منه ألّا يسلّمها لأحد. وقد شاهد بوكستل ذلك من نافذته. وتقرّر نفي الحاكم بعدما قُطعت يداه ورجلاه وعُذِّب. وأرسل أخوه رسَالة إلى فان بيرل يطلب منه فيها حرق الأوراق من دون الاطلاع عليها، وهو يعلم أنه لم يطّلع عليها. وما كاد فان بيرل يضع الرسالة على الطاولة حتى اقتيد للسجن قبل أن يقرأها! مع ذلك كلّه نبتت الزنبقة السوداء في السجن، واكتملت، وسلّمها ... بوكستل لرئيس اتحاد المزارعين! كيف كان ذلك كلّه؟ وكيف انتهت القصّة؟ قصّة مشوّقة، أسلوبها متين متماسك، لغتها سهلة واضحة سلسة، مزدانة برسوم، مذيّلة بأسئلة منهجيّة.