شيرين النجار
ابيض
128
2007
كرتونيه
1.16ر.ع.
متاح للحجز (طلب مسبق)
شيرين النجار
ابيض
128
2007
كرتونيه
نهضت، أزحت ستائر النافذة، ألقيت نظرة في الخارج. في الجانب الأيمن، كان النور المنبعث من غرفة الوالد يلقي ظلاله على أعشاب الحديقة الخضراء. تماسكت، أخذت نفساً عميقاً، لمست شعري، كان الجبين بارداً. الوحشة المروعة وتلك اليد المتحركة في الظلام... تلك اليد...
إن التي كنت نسيتها لم عاودتني ذكراها اليوم بالضبط... لم زارتني... لم لاحت لي تلك اليد التي كنت رأيتها لآخر مرة قبل سنين كثيرة وأنا أنزل من منحدر «بائينس». ولا أقول أني كنت لمستها، فإن مد اليد لا يعني بالضبط اللمس، لأن مجرد التفكير باللمس بمد اليد ولو مئات المرات لا يجعله لمساً.لطالما كان ثمة صيادون ومصطادون، أولئك الذين يحققون رغباتهم، لأن لديهم الشجاعة المطلوبة، والآخرون الذين ينصاعون لرغباتهم، لن يغير التحضّر والتقدّم شيئاً من ذلك. لسنا نحن من وضع هذه القوانين، وإنما الحياة نفسها. ما أدعو إليه ليس تخلّفاً، إنه نهاية إنكارنا لذواتنا، إنه نهاية كذبة كبيرة».
كان تأثرها بسحر جاذبية شخصيته آخذاً بالازدياد؛ شعرت وهي تنظر إلى متاهة خطوط يده، وتسمع الإلحاح في صوته، وكأنها تقف أمام معبد عتيق لا تزال له رهبته حتى بعد أن مرّت عليه آلاف السنين.
تابع حديثه: «لقد عشنا طويلاً في الخفاء، وأخفينا على الآخرين حقيقتنا. لقد حان الوقت لنكون على طبيعتنا، وها نحن قد بدأنا بذلك، وأنت أيضاً يا روزا جزء من هذا التغيير».
«أنا؟».
«لطالما اختلفت الأفاعي عن غيرها من الأركاديين، لذا لا يوجد الكثير منكم. لقد تمرّدتم وحقّقتم أهدافكم الخاصة، لطالما كان المكر والخداع أكثر أسلحتكم فتكاً».