يربُض بين الضلوع، يتوارى بين الذكريات، مُفترس يتحين فريسته، ليُطبق مخالبَهُ في عُنق الزَّمان، ويفتِك بجسد الحياة، ذئب كبَّلوه، اعتقدوا أنهم قلَّموا مخالبه، حين انتزعوا قلبه، لينشقَّ عنه غبار الماضي السَّحيقِ، ويُطلق أنيابه لتلتهم قلوبهم أحياء، تسحق أرواحهم بين رحى آثامِهم، ليتمنَّوا الموت ولا يجدون إلا جحيم ذئبِ مسعورٍ، ومخالب ثعلبٍ ممسوسٍ!
بإسمك بالله أخلصت داعياً، أزل حظ نفسي لا تدع منه باقياً، وخذني بنور الله عن بشريتي، إلى عالم التقديس من شهواتيا، ومزق حجب القبض بيني وبين ما توليت عنه من بسيط حياتنا وأشعل وجودي من بوارق فيضة لامعة تمحو ظلام صفاتيا.
وضعت هذه السلسلة التعليمية لخدمة المسافر العربي، سواءً كان هدفه من السفر السياحة أو التجارة، أو غير ذلك، وهي إن لم تعلمه لغة الدولة التي يرد السفر إليها، بشكل كامل فهي تساعده بشكل أساسي وسريع على التعبير كما في نفسه من أفكار وحاجات ومشاعر، آخذة بيده منذ ركوبه الطائرة إلى حين عودته إلى بلاده، متوقفة عند أبرز المحطات التي يمكن أن يمر بها (الأوتيل، المطعم، التاكسي، في الصيدلية، في السوق، في المكتبة، في القطار، في دائرة الجمارك، وفي دور اللهو والملاعب الرياضية) ومتناولة الكلمات والعبارات أو الجمل التي يمكن أن يستخدمها في كافة تعاملاته التجارية والخاصة وفي كافة تنقلاته داخل الدولة. ومع هذا الكتاب من السلسلة سيتعلم المسافر أو المبتدئ من القراء مبادئ اللغة الألمانية وأصولها وقواعدها بدءا من الضمائر المستخدمة في التخاطب ومروراً بالأفعال فالأعداد فالأسماء، وانتهاءً بالكلمات المستعملة في التعاملات والعلاقات الخاصة والعامة، كما وسيساعده على إتقان كيفية كتابة الجمل المستخدمة والكلمات، إذا أن المؤلف قد ضمن كتابه ما يقابل الجملة العربية، من الكلمات الألمانية بالأحرف اللاتينية ومن ثم بالألمانية.
يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة دراسات فلسفية ينصب الاهتمام فهيا في الأكثر والأخص على قضايا العقل العربي والفكر الإسلامي، وقد كتبت هذه الدراسات في أوقات متباعدة نسبياً وأنجزت كل واحدة منها بصورة "مستقلة عن الأخرى" فضلاً عن أنها تتفاوت من حيث استواء العبار