محمد قطب
2011
2.32ر.ع.
متاح للحجز (طلب مسبق)
محمد قطب
2011
سحب من الرعب سوداء تخيم على الرواية بأسرها لقد أظلمت احداثها وتشابكت خيوطها بليالي الخوف وطرق الشيطان المفجعة، يأسرنا الكاتب بشغف الوصول إلى رمز الشر وشيطان الرعب المتربع على عروس السحر وأنقاض الضحايا، فأراني أسير في سكك الرواية وهنا على حذرٍ يكاد يخنقني الخوف حينا والشغف، وكأنني معصوب العينيين أتخبط في ثلاثة وديان حفرها الكاتب بأقلام القلق والرعب فلا أكاد أنجو من وادٍ حتى أتيه في وديان، الشيطان يبسط نفوذهعلى أوليائه، يحرسونه ويخدموه، ولكن كيف استعبدهم؟ ولما لا يخرجون من سلطانه ويأبقون؟ تصطدم في طيات الرواية أطياف من الشر مع الخير المطلق ويتشابك فيها العلم مع الرعب والخيال فلا تزيدك سطور الكتاب إلا غرقا وشرودا في الخيال
كان البلاط قد أصبح زلقاً على الرغم من جفاف الطقس؛ أكوام من سيقان الأرضيّ-الشوكيّ، وأوراق الخضار كانت تجعلالطريق محفوفاً بالمخاطر. كان يتحسّس كلّ خطوة قبل أن يخطوها. وضاع منه لاكاي في شارع فوفيلييه. ومن ليهالحتّى أروقة القمح، كانت أطراف الشارع تتمترس بحواجز جديدة من العربات. فقرّر الإحجام عن المقاومة، لقد استعادتهسوق ليهال، وجرفَه التيّار مرّةً أخرى. وصل ببطء، ووجد نفسه عند ناصية شارع سانت أوستاش.
ثمّ راح يستمع لصوت المسيرة الطويلة التي تنطلق من ليهال. باريس تهيّئ اللُّقَيمات لِمليونَي نسمة هُم سكّانها. كانذلك كمثْلِ قلبٍ هائلٍ ينبض بشكل مخيف، ويضخّ دم الحياة في كلّ الشرايين. جعجعة فكّين عملاقين، ضجيج تحدثه جلبةالتزوّد بالمؤن، من ضربات سياط البائعين بالجُملة، المنطلقين نحو الأسواق الصغيرة في الأحياء حتّى دبيب خِفافالسيّدات الفقيرات اللّائي يمررن من بابٍ إلى بابٍ يعرضن الخضروات في سلال.