تتذّكر نورا الشرفة البحريّة، وتسترجع أمسياتها الصيفيّة الزرقاء مبحرة مع السفن والزوارق إلى أصقاع بعيدة، وتتصفّح بعيني خيالها وجوه الربابنة الذين صادفتهم، وعدد الموانئ التي زارتها، والبحارة الذين وقعوا في حبّها.
وهي تعجب الآن من الشبه الكبير بينهم، حتى أنّها تستطيع في لحظة الصفاء هذه وما تزال في غرفتها أن تحدّد لأيّ بحّار كانت قد رأته وهي في شرفتها تعود إليه كلّ هذه المشتقات الخياليّة الرائعة.
تتذكّر نورا ذلك فتبتسم في سرّها مغتبطة لخروجها من غواياتها الزرقاء الفاتنة، وعيناها لا تبرحان المدينة الممتدّة أمامها من خلال النافذة التي أسدلت عليها ستارة شفيفة خضراء.
لم افكر بوالدي،
جعلني الانتقام أتحول من امرأة تكتوي بحزب الله،
إلى إمرأة تكوي غيرها بحزب الله،
من إماراتية ضد حزب الله إلى اماراتية في حزب الله،
لم لا! اذا كان ذلك سيمكنني من الإنتقام فأهلا بحزب الله ”
إن الموت ينطوي على كثير من المفارقات والتناقضات، وهو أيضاً موضوع كريه مزعج لا يشجع على التفكير فيه أو الحديث عنه، والظاهر أن الناس قد فطنوا إلى ذلك، من قديم الزمان، فنراهم قد دأبوا على نسيان الموت أو تناسيه بشتى الحين والأساليب