- اسم المؤلف نور الدين السافي
- عدد الصفحات 269
- سنة النشر 2009
- دار النشر دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
- غلاف الكتاب غلاف ورقي
3.08ر.ع.
لا ريب أن الغزالي أعجب شخصية في تاريخ الإسلام، ومذهبه صورة لشخصيته. وهو قول قريب من موقف “رينان” من أ ن الغزالي هو الوحيد بين الفلاسفة المسلمين الذين انتهج لنفسه طريقاً خاصاً في التفكير الفلسفي. إن الغزالي إذن يمثل نقطة متميزة في التاريخ الفلسفي عند المسلمين وذلك لكونه عبر عن شخصيته ولم يكن صدى للآخرين ولكن هل هذا الشذوذ من الصفات الحسنة في عالم الفلسفة أم هو من الصفات القبيحة المتعارضة مع جوهر التفلسف؟ إن الإجابة عن هذا لا تكون إلا حسب موقفنا من فلسفة اليونان، فإن اعتبرنا الفلسفة يونانية فقط فإن هذا الشذوذ يخرج الغزالي من عالم الفلسفة. أما إذا اعتبرنا الفلسفة هي نشاط العقل الواعي بذاته وبالعالم دون ربطها بالجهة الجغرافية أو الانتماء الحضاري يكون الشذوذ دليل نضج وعلامة استقلال وولادة فيلسوف.
متاح للحجز (طلب مسبق)
لقد تحدثنا عن حالات متناقضة متنوعة في العالم، حالات خارجية كقضية اللاجئين وعذابهم وأهوال الحرب والفقر والانقسامات الوطنية والانقسامات الدينية والظلم الاقتصادي والاجتماعي، وهذه بالطبع ليست مجرّد حالات نظرية، بل حقائقَ فعليةً لما يجري في العالم من عنف وفوضى بشعة وكراهية وغيرها من أشكال الفساد.
وتجتاح هذه الفوضى البائسة عالمنا الداخلي كما الخارجي، فنحن في صراع مع أنفسنا، تعساءُ بشدّة، غير راضين عن أنفسنا، نسعى خلف المجهول، عنيفون وعدائيون، وحيدون تخنقنا المعاناة، ويبدو أنّنا عاجزون عن تحرير أنفسنا من هذه القيود، رغم سعينا الحثيث في اختبار كل أنواع علاجات السلوك والعقوبات الدينية وممارساتها، من حياة الرهبنة وحياة التضحية والإنكار والقمع والسعي المحموم الأعمى من كتاب لآخرَ، من دين لآخر ومن مُعلّم روحي لآخرَ، وانتهاء بالقيام بإصلاحات سياسية و ثورات، إلاّ أن محاولاتنا باءت بالفشل في التخلص من هذه الفوضى المقيتة سواء داخل أنفسنا أم خارجها.
تجدنا نتتّبع تعاليم أحدث معلّم روحي ممن يقدّم لنا نظاماً أو ترياقاً أو طريقةً ما تنقذنا من بؤسنا، والنتيجة هي الفشل مجدداً في حلّ أي من مشاكلنا؛ وأعتقد أنّ أي شخص عادي سيتساءل: أعلم أنّي عالقٌّ مقيّدٌ في فخ الحضارة والبؤس، في حياة ضيقة محدودة وبائسة، لقد جرّبت كلّ شيء لكن الفوضى لم تبارحني، ما الذي عليّ فعله؟ وكيف لي التحرر من هذه الحيرة والضياع؟"
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.