للكلمات طاقة حيوية خلاقة تشبه طاقة السحر قادرة على الفعل والتأثير والإنشاء، تمنحها سلطة خفية لتطبيع الشعوب وتوجيه سلوكها وصناعة معتقداتها وقيمها وثقافتها وتحيزاتها، وتعطيها ميزة السيطرة على العقول والمشاعر؛ فتستعبدها وتضللها وتغويها، أو تحررها وتنيرها وترشدها. يكشف هذا العمل عن جوانب من سلطة اللغة وعنفها الرمزي، وقدرتها على تأصيل المشاركة بين الضحية والجلاد في نسق من التصورات والأفكار والمقولات والمسلمات... التي إذا انتبهنا لها بدت لنا غير ما هي عليه من مصداقية، وأن التسليم بها كان خطأ فادحا. ذلك العنف الرمزي الخفي الذي يُمارس بتواطؤ ضمني من قبل هؤلاء الذين يخضعون له وأولئك الذين يمارسونه بالقدر الذي يكون فيه أولئك كما هؤلاء غير واعين ممارسة هذا العنف أو الخضوع له. ويستعرض أكثر عشر تقنيات لغوية قدرة على التخفي والتلبيس والخداع والتضليل، وأنجعها في السيطرة على عقول البشر واستعبادها، وقيادة الجماهير وتسخيرها. ويقترح خمس تقنيات لتحليل الخطاب ونقده واكتشاف غاياته، لنهيمن عليه، فنقبله أو نرفضه عن وعي وبصيرة، بدلا من أن يسيطر علينها ويهيمن على عقولنا ومشاعرنا ليقتادنا حيث شاء
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.