إنّ إطلالة ما على عالمنا المعاصر –وإن قصُر مداها- تطلعك على ما ينتاب هذا العالم من شرور وآثام واعتداءات صارخة على النوع البشري مردها إلى عدم الإيمان بالتنوع الذي فُطِر عليه هذا النوع، وأنّه لم يكن عصياً على الخالق عزّ وجل أن يجعل الناس أمة واحدة "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)" هود، غير أنّ حكمته تعالى في خلقه اقتضت هذا التنوع، وسوغته في صوره الممتدة منذ بدء الخليقة إلى يوم الناس هذا فآدم جنس (الذكر)، وحواء جنس (الأنثى) وقابيل في خَلقه مثل هابيل مولود من آدم وحواء، إلا أنّه مختلف في طبعه الذي نفذ من خلاله إلى استباحة الدماء، وقتل النفس البشرية، وقس على ذلك من أنماط التنوع الفطري اللون والبشرة، والجمال والقبح، ومن طال أجله ومن قصر عمره، ومن عظُم جسمه ومن رقّ بنيانه، ومن توسّط بينهما، وعدّ من ذلك أيضاً أنماط التنوع المكتسب من كان صاحب مال، ومن كان صاحب خلق، ومن كان قوياً يصول ويجول، ومن كان ضعيفاً لا يقوى على شيء، ناهيك بالمعتقدات قديمها وحديثها فهذا يهودي وذاك مسيحي وآخر مسلم، وغيرهم ممن تحنّف أو عبد الأوثان، وآخرون لا حصر لهم ممن تعبّد للشمس والقمر والكواكب والنار، والجنّ والملائكة والبشر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.