المقامة هي حكاية تقال في مقام معين وتشتمل على الكثير من درر اللغة وفرائد الأدب، والحكم والأمثال والأشعار النادرة التي تدل على سعة إطلاع وعلو مقام على طريقة السجع وهذا الكتاب يحتوي على مقامات أدبية بلغت خمسين مقامة لأهم من اشتهر بهذا الفن أبي محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري
وأكاد أموت من الهوي ...موت الحياة وموت الخلود
كم ذاق قلبي وارتواي ...منك الوفاء وأجمل وعود
وتارة أهوي بعذابي أنا ...وأنكوي من تلك القيود
فإذا بحبيبي يهل علي ...يحطم بنظراته كل السدود
أنا يا صديقي أكتب لأنني كبرت جدا علي الكلام، ولأنني عندما أحزن ويسألني أحدهم مابك ؟ أشير إلى شيء لا يرى. أنا أستطيع أن أكتب عن تلك الليلة التي سقطت على رأسي وعن الكلمة التي جثمت على صدري وعن المرأة التي قتلوها وكفنوها بعباءتي، عن الطفلة الموؤودة تحت سريري، عن العجوز التي تأتي كل ليلة لتدس بضع سنين في قلبي وتختفي أستطيع أيضا أن أكتب عنذلك الشعور الذي يأخذ بيدي دون رغبة مني إلى الموت ، لكن لاشيء من هذا يری ياصديقي.
طفلة أنا صدقني
لا تغرك سنوات عمري وفعلها
لي
وفي
لا يعتصرك حزن الكبار في عيني
الجم نفسك عن الشفقة
علي أحلام بعثرتها الأيام
علي أماني باتت بحضن غيري من الأنام
علي شهوات كنت أنت نفسك لها بالمرصاد فطفلة أنا صدقني