- اسم المؤلف حسن حنفي
- عدد الصفحات 176
- سنة النشر 2008
- غلاف الكتاب غلاف ورقي
2.70ر.ع.
تعتبرفلسفة القديس اوغسطين الفلسفة المسيحية في العصر الكنسي ، اذ يمكننا ان نعد القديس اوغسطين قمة هذا العصر حيث يعتبر الجامع لكل ما سبقه من تفكير مسيحي في القرون الاربعة الاولى وما تلاها في القرنين الخامس والسادس .
متاح للحجز (طلب مسبق)
لقد تحدثنا عن حالات متناقضة متنوعة في العالم، حالات خارجية كقضية اللاجئين وعذابهم وأهوال الحرب والفقر والانقسامات الوطنية والانقسامات الدينية والظلم الاقتصادي والاجتماعي، وهذه بالطبع ليست مجرّد حالات نظرية، بل حقائقَ فعليةً لما يجري في العالم من عنف وفوضى بشعة وكراهية وغيرها من أشكال الفساد.
وتجتاح هذه الفوضى البائسة عالمنا الداخلي كما الخارجي، فنحن في صراع مع أنفسنا، تعساءُ بشدّة، غير راضين عن أنفسنا، نسعى خلف المجهول، عنيفون وعدائيون، وحيدون تخنقنا المعاناة، ويبدو أنّنا عاجزون عن تحرير أنفسنا من هذه القيود، رغم سعينا الحثيث في اختبار كل أنواع علاجات السلوك والعقوبات الدينية وممارساتها، من حياة الرهبنة وحياة التضحية والإنكار والقمع والسعي المحموم الأعمى من كتاب لآخرَ، من دين لآخر ومن مُعلّم روحي لآخرَ، وانتهاء بالقيام بإصلاحات سياسية و ثورات، إلاّ أن محاولاتنا باءت بالفشل في التخلص من هذه الفوضى المقيتة سواء داخل أنفسنا أم خارجها.
تجدنا نتتّبع تعاليم أحدث معلّم روحي ممن يقدّم لنا نظاماً أو ترياقاً أو طريقةً ما تنقذنا من بؤسنا، والنتيجة هي الفشل مجدداً في حلّ أي من مشاكلنا؛ وأعتقد أنّ أي شخص عادي سيتساءل: أعلم أنّي عالقٌّ مقيّدٌ في فخ الحضارة والبؤس، في حياة ضيقة محدودة وبائسة، لقد جرّبت كلّ شيء لكن الفوضى لم تبارحني، ما الذي عليّ فعله؟ وكيف لي التحرر من هذه الحيرة والضياع؟"
سأقص لك قصة محزنة عن رجل يعمل كالعبيد ، يكدح ويجهد نفسة بجمع ثروة طمعا بالما ولم يكن يكتفي ، إلى أن تمكن من تحقيق مناله ما جعله منتشيا من السعادة ، إلى أن فتك ببلدته وباء جعله وحيدا بائسا ، إذ فقد أحباءه يغد أسبوع من انتشار هذا الوباء ، انقضت قيمة المال في نظرة بعد هذة الحادثة الاليمة التي مر بها ، ما جعله يدرك أن سعادته لم تكن جراء المال نفسه بل من الرضا الروحي الذي حصل عليه عند رؤيته الفرح الذي نعمت به عائلته لتوفر الملذات والاشياء المبهجة بسبب البذل والوفرة .
العبرة من ذلك أن المال ليست له قيمة مادية ، فإن استعبدت قيمته الروحية أصبح أشبه بالقمامة ، وهذا ينطبق على كل الاشياء المادية دون استثناءات مهما كبرت ام صغرت ، عظيمة كانت أم زهيدة ، فالتيجان والصولجانات والبنسات والمجوهرات الزائفة والشهرة في نطاق القرية والشهرة العالمية ، جميعها بلا قيمة مادية على حد السواء متى حققت لك الرضا الروحي فهي قيمة في نظرك . ومتى فشلت في تحقيق هذا الارضاء فقدت قيمتها .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.