لا يزال كتيب «الفطرة السليمة» حتى يومنا هذا هو الوثيقة الأهم في تاريخ النضال من أجل الاستقلال والتحرر من الاستعمار. وما يجدر ذكره في هذا الصدد أن هذه الوثيقة، إضافة لما احتوته من أفكار توماس بين (Thomas Paine)، تميزت أيضاً بعرض الأفكار بأسلوب واضح وجلي وجياش العواطف. هدفت بداية إلى تأجيج الرأي العام الأمريكي ضد الحكم البريطاني، إلا أنها قدمت توازناً دقيقاً بين الخيال والمحاكمة العقلية، ناهيك عن استخدام اللغة والتعبير المناسبين لموضوعها. كان من أثر هذه الوثيقة أن وجدت فور صدورها جمهوراً أُعجِب بها، وكان من شأنها أن عززت معنويات جيش كان جورج واشنطن يقوده نحو الاستقلال وقد اقتُبِست بعض عباراتها ومادتها في إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية الصادر بإجماع ثلاث عشرة مستعمرة كونت الولايات المتحدة في الرابع من تموز عام 1776، وهو العيد الوطني الذي تحتفل به كل عام.
يتضمن هذا الكتاب مجموعة متنوعة من العناوين ينتقل بين الأفكار بانسجام ورؤية واضحة المعالم هدفها النظر الصائب الثاقب، وتبعث على التفكّر والتأمل في كل موضوع. فهو كتاب ممتع في تنوعه، عميق في رؤيته، حالم، يشرف على المستقبل في إطلالة واضحة المعالم مؤسسة على الماضي، للصمت فيه سكون يشبه صوت الهادر.
يتناول هذا الكتاب الترقيصات والترنيمات في أشعار الأمهات في عصور العرب القديمة والمجتمعات العربية الحديثة. ويعرض نماذج أدبية فنية، بعضها كامن محفوظ في الصدور، وبعضها الآخر مشتت أو متباعد عبر السطور، اجتمعت كلها، وعلى نحو ما قديمها وحديثها في صعيد واحد في هذا الكتاب. ويتحدث عن الأدب والتراث الشعبيين، وجماليات الشعر الشعبي بأمثلة منه حية، يبدو فيها جمال الكلمة، وروعة الفن وآفاق الإبداع المطلقة، ومنابع العطاء المستمرة. ويبحث في الترقيصات في عصور العرب القديمة، في الأناشيد والأراجيز المقولة في مولد الرسول (ص)، وفي الحياة العربية اليومية، بأمثلة واقعية تاريخية. ويدرس الترقيصات عند شهيرات الأمهات، وترقيصات الآباء المختصة بالبنين دون البنات، وأسبابها، وترقيصات البنين والبنات معاً. ويعرض في المجتمعات العربية الحديثة للترقيصات والأدعوبات عند الأمهات، وفرحتهن بولادة الصبيان، وكمدهن لولادة البنات، وموقف الإسلام والرسول (ص) ووصفه البنت المولودة أنها ريحانة القلوب، وأثر ذلك في مشاعر الآباء والأمهات، بنماذج مما قيل في التربية والتنشئة، تشير إلى ملامح عصرها وبيئتها. ويدرس أشعار الترنيمات والتنويمات أو المهدهدات، والأدعوبات والملاعبات، ويبين ذلك في فنون رائعة من الأدب الشعبي، والشعر المغنيّ، والمتجلي أخيراً بالإطراف والجرس والإيقاع.
يامن علمني بحور الشعر واقتبست منه الحلم والصبر ؛يا من قال لي يوما ..الاحترام تربية وليس ضعف ، والاعتذار خلق وليس مذله ؟يامن كنت أسهره إلى وقت متأخر من الليل رغم كبر سنه وتعبه ، طمعا في سماع قصائده وبعض قصصة وشي من حكمته .يامن قال لأمي ذات يوم : " إمنعيه من كثرة السفر ولا تخبريه أني قلت لك " خوفا علي .ياما قال لي وهو على فراش الموت ..لاهنت يا محسن على زين الأفعال عوايدك من يوم عادك صغيرعندما كان الأطفال يذهبون للعب وأنا صغير ، كنت أفضل الجلوس بجوارك عن الذهاب معهم ، وجنيت ثمار هذه الجلسات عندما كبرت ؟ كم كنت اتمنى أن تتصفح هذا الكتاب قبل أن تكون في جوار الله قبل أربعة أشهر .( جدي ) عبدالله ملحم الجري
كلماتي لا تجدي
ولم أعد أجدي
مبعثر وضائع ومشتت داخلياً
لم أكن كما كنت
ولم أحزن كـ هذا الحزن
لم يعد يفهمني سواي
ولم يعد يقترب منى اكثر واكثر
سواي
اتكلم واناقش واحاور الشخص الذي بداخلي
ولم يرد
ويصمت
إلى من علمني الإتزان قبل وزن القوافي
إلى الذي خفضت له جناح الذل من الرحمة
واعتزرت دائما على التقصير
فمعك تبدأ الأبجدية وتنتهي
وتخجل القصائد امام اسمك وذكراك
إلى والدي الغالي
ها نحن نقف سوياً على خط البداية
لنكمل الرحلة ونرسم التجربة